الحلقه الثالثه طقوس الزف عقب العوده من القنص في حضرموت

تبدأ طقوس حفل الزف التقليدي . كما يقوم شخص صاحب خبره كبيره باستخراج المخ واللسان من راس الوعتحدثنا في الحلقه السابقه عن الطقوس التي تجري اثناء عملية مطاردت الوعل والطرق المستخدمه فيها .

في هذه الحلقه سنتحدث عن الاحتفالات التي تعقب العوده من رحلة القنص( وتسمى الزف) .

اذا ظفر القنيص بصيد وافر من الوعول فان رؤوس الوعول تسلم الى مقدم القنيص او ابو القنيص عهده مقدسه لديه لايفرط فيها اطلاقاً ويقوم بالاحتفاظ بها عند متاعه الخاص ويحرص عليها كحرصه على عينه . ويتولى حراستها ليلاً ونهاراً خشية عليها من السرقه بهدف التنكيد والمزحه الثقيله ولايتم اظهارها حتى لويتم وضع مادة الشنان فيه حتى لايتعفن وتصبغ قرونه بمادة النيل الاسود لكي تظهر اكثر لامعاناً.

تتنافس حافة دمون وحافة عينات وحافة مدوده في الزف وسنتعرض في هذه الحلقه الزف وكيفيته عن اهل مدوده فهم خير من حافظ على هذه العاده الجميله الى يومنا هذا بكل ماتحمل من طقوس وعادات وتقاليد .

في مدوده تتواصل احتفالات الزف لمدة يومين متتالين اذ تتحول شوارعها وساحاتها الى اسواق شعبيه للباعه المتجولين فيفترشون الارض لغرض البيع لاستغلال تواجد الناس من كل القرى والمناطق المحيطه بقرية مدوده لحضور ومشاهد الزف .

الزف هو اقامة حفل لرؤوس الاوعال وتقام الاحتفالات لاعلان انتصارهم على هذا الحيوان والتمكن منه لذا يتم الاحتفال بهذه الرؤوس مصاحبه بمظاهر الفرح والبهجه التي تعم الجميع . وتاتي كلمة زف من الزفاف وزف العروس والعريس

ينظم رجال القنيص في صفوف متراصه لايزيد الصف الواحد على 15 عشر نفراً ولايقل عن 10أشخاص ويتصدرهم منصب القنيص ومن حولهم اعضاء لجنة القنيض ايضاً . فديخلون البلاد في مدخل بهيج وعلى جوانب الطرقات يقف الرجال والاطفال والنساء اللاتي يطلقن الزغاريد فيدخل القنيص بالزوامل ويتوجهون الى المقبره لقراءة الفاتحة على ضريح الشيخ بن ياسين في مقبرة مدوده ثم يتوجهون الى ساحة بيت المنصب باحميد وتنتهي الدخله في هذه الليله امام منزل مقدم القنيص حيث يتم وضع الزواد وماتبقى منه في بيته .


تعيش مدوده في هذه الليله اجواء من مظاهر الفرحه التي تغمر نفوس الجميع ويبداء الجميع بالتحضير لاحتفالات الزف التقليدي الذي يقام مساء اليوم نفسه .

فبعد صلاة العشاء يجتمع رجال القنيص والاهالي امام ساحة المقدم وينطلقون في صفوف بالعده الشبواني كما تنطلق مرزحة ال بن عبيد الله وتلتقي المرازح امام بيت الشيخ طه باحميد وتبدا فقرات السمر بالقاء القصائد والتي غالباً ماتكون القصائد فيها الكثير من المدح لمقدم القنيص ورجاله ومن صاد الوعول ومن اظهر براعته في التصويب للوعول كما يعرج الشعراء على بعض المواضيع السياسيه والهامه التي تدور في تلك اللحظه ثم تقام رقصة بني مغراه ثم يدخل الى الساحه بعض الرجال وهم يحملون رؤوس الوعول مغطاه وخلفهم المباخرتفوح منها رائحة اللبان في منظر اشبه بزفه للعريس ويزف الموكب الى وسط الساحه ويطاف برؤوس الوعول على ايقاعات الطبول وسط زغاريد النساء وبعض الطلقات الناريه ويتم الكشف عنها امام اعين الناس وسط الساحه .


رؤوس الاوعال مغطاه في طريقها الى ساحة العرض


رؤوس الاوعال بعد كشف الغطاء عنها وسط ساحه العرض


ثم تتواصل فقرات الحفل وتقوم مجموعه من الشبان بأداء ادوار تمثيليه قصيره من فصل واحد ويدور الحوار في المشهد عن القنيص واخباره ويرتدي الممثلون لباساً خاصاً ذو الطابع البدوي غالباً .



اليوم الثاني الجمعه

تبدا مراسم الطقوس التقليديه ليوم الجمعه اليوم الثاني في مدوده يخرج المقدم ومعه مجموعه من الرجال وهم يحملون راس الوعل اوعدد من رؤوس الوعول الى الساحه الخاصه بالاحتفال ويقوم بعض الفتيان بوضع الحناء على راس الوعل ويتم يزف راس الوعل الى الساحه العامه ويتبارى الشعراء في مساجلاتهم بمدح القنيص والقناصه وتقام الرقصات الشعبيه والشرح .

كما تقام وسط الساحه مشاهد اخرى تمثيليه يقوم مجموعه من الرجال بأداء ادوار عن كيفية قنص الوعل ويقوم شخص بحمل راس الوعل ويقلد الوعل في حركته كما يقوم القناصه بأداء مشهد القنص والجري خلف الوعل حتي يتم الامساك به وذالك امام اعين الناس في مشهد تمثيلي يوضحون للناس كيف تم الامسكاك بالوعل .



مشاهد ثمثيليه وسط حضور كبير للمشاهدين



مشاهد ثمثيليه اخرى يمثلون فيها كيفية صيدهم للوعل

الفقره الاخيره عصر يوم الجمعه

يتحرك الحفل في مرزحه الى بيت المنصب في قرية طيوره شرق مدوده للسلام عليه وتقام امام ساحة بيته رقصة بني مغراه ثم يعود الموكب الى مدوده للساحه المعده للاحتفال وتقام المساجلات الشعريه وتقام ايضا مشاهد تمثيليه عن كيفية تسلق الجبال وذالك شرح كيفة تسلق الجبال للوصول الى الاوعال وغالباً مايكون المشهد ان يقوم شخص يتسلق جدار احد البيوت القريبه من ساحة العرض ومشاهد اخرى عن مطاردت الوعل وكيفية صيده . بعد الانتهاء من المشاهد التمثيليه
يقوم موكب الزف بالدوران على بيت الشيخ باحميد متجهاً الى بيت المقدم قبل غروب شمس يوم الجمعه ويقوم مقدم القنيص بتسلم الراس ( القشعه ) لمن كان له نصيب الجماله في صيدالوعل اما اذا كان تم الامساك بالوعل عن طريق الشباك فيتم تسليم راس الوعل الى لمقدم القبيله اوالشخص العاقل فيهم فيتصرف فيه كما يشاء .

وبهذا تنتهي طقوس القنيص والزف التقليدي في مدوده بهذا الشكل . وكان اخر قنيص وزق قام في مدوده قبل حوالي سنه من الان اما الان فهم يعدون انفسهم للذهاب الى القناصه وخاصه بعد الامطار التي حصلت لوديان وشعاب حضرموت قبل حوالي شهر فتكون المراعي خصبه وتكثر الاوعال في الجبال عقب هطول الامطار .

ارجو ان اكون قدوضحت بعض الاشياء عن هذه العاده الجميله ومن لديه اي استفسار حول الموضوع نرجو منكم وضعه من خلال مشاركاتكم في هذا الموضوع .

الى اللقاء في الحلقه الرابعه والاخيره
تحياتنا للكاتب محمد التميمى

صراحة ياولد مدوده ذكرتي بالقنيص واللقطات الموجودة والتي قد أخذت من الزفوف الماضية فهذا جميل أن نلاحظ هذه الصور والتي تعبر عن إرتباط الزف وصيد والعول وطقوسه بمنطقة مدوده وهي تعبر عن إهتمام أهالي هذه المنطقة بهذه الإحتفالية الجميلة .

ابو يوسف الحضرمي كتب:صراحة ياولد مدوده ذكرتي بالقنيص واللقطات الموجودة والتي قد أخذت من الزفوف الماضية فهذا جميل أن نلاحظ هذه الصور والتي تعبر عن إرتباط الزف وصيد والعول وطقوسه بمنطقة مدوده وهي تعبر عن إهتمام أهالي هذه المنطقة بهذه الإحتفالية الجميلة .

اشكرك اخى العزيز

على مرورك العطر