الإبتسامة تخلق الكثير

كنت البارحة , وحيث كنت في غرفة نومي وأمام شاشة الكمبيوتر أتصفح بعض الكتب المتنوعة من هذا المجلد إلى ذلك ومن ذلك الملف إلى الآخر , ففكرت ملياً وبعمق ماذا يجب عليّ أن أبدء به كمقال مفيد ومهم لزوار مدونتي هذه ؟ ومازلت أتصفح الكتب على الكمبيوتر وبجانبي كانت إبنتي الثالثة من العمر لم تنم بعد , مع أن إخوتها كلهن قد نمن من وقت , نعم هي قد نامت القيلولة في الظهيرة والتي في إعتقادي هي التي جعلتها أن تبقى ولم تنم مع إخوتها .
نظرت إليها وتبسمت لها فتبسمت لي وأحسستُ بانها قد غمرتها فرحة وتهلل وجهها ونشرح صدرها وإتجهت إلى الجانب الآخر ونامت . قلت في نفسي لماذا لاتجعل أول مقال من مقالات مدونتك عن الإبتسامة , وبدات في حينها أبحث عن هذا الموضوع فوجدت أن الإبتسامة لها تأثير كبير في أمور كثير وتصنع وتخلق الكثير في التعامل مع الكثير من الناس ولها أجر الصدقة من الله .
ثم إن ديننا الإسلامي يدعونا أن نتخلق بمثل هذه العادة الحسنة , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) حيث تدخل الفرحة والسرور لأخيك وأجر من الله لك .
الآن وأنت ذاهب إلى عملك طبق هذه القاعدة وابتسم لحارس البوابة ولصاحب التحضير ولمسؤولك ولأصدقائك في مرفق عملك ولكل من تلقاه في طريقك وذلك بعد تحيتهم بتحية الإسلام . وابتسم لهم حيث سرعان ماستجد أن كل واحد يرد عليك بإبتسامة مماثلة .
إن من حكماء الصينيون القدماء عندهم فن في الحياة , حيث لديهم مَثَل علينا أن نظر فيه ونلاحظ مدى تأثيره في معاملتنا مع أصحاب المحلات والدكاكين والعكس صحيح , حيث أن الأمثال تأتي عادة من تجارب عصور قد مضت مثل الأمثال العربية المعروفة . يقول المثل الصيني : ( إذا لم تستطع أن تبتسم فلا تفتح دكاناً ) .
قالوا عن الإبتسامة : ـ
الإبتسامة : لاتكلف شيء , لكنها تخلق الكثير .

الإبتسامة : تثري أولئك الذين يستقبلونها , ولا تفقد مانحيها .

الإبتسامة : تَحدِث في لمح البصر لكنها في الذاكرة تدوم للأبد , لاشيء هام يمكن الحصول عليه من غير أنها ليست مطلوبة منك لكن فوائدها كثيرة .

الإبتسامة : تخلق السعادة في البيت , تقوي النية الحسنة في الأعمال .

الإبتسامة : تريح القلقين , وتنير الطريق لأصحاب الهمم المثبطة .

الإبتسامة : شروق للمحزونين , وأفضل دواء طبيعي للإرهاق والمشاكل .

الإبتسامة : لا يمكن شراؤها , ولا إستعارتها أو سرقتها , إنها شيء لا يمكن جيداً إلا أن إذا تم منحها .
أخي : قم بتحية أصدقاءك في العمل وبإبتسامة واضعاً يدك تصافحهم بحيوية وحماس .
إن الكثير من الذين يكتبون عن فن التعامل مع الناس يذكرون الإبتسامة بعد التحية لما لها من أهمية وتأثير صادق في نفسية الشخص الآخر . بل تسمع صديقك في بعض الأوقات عند تحيته وأنت حزين يقول لك : مالك كذا مُكشر او ماشابه ذلك .
إبتسم تبتسم لك الحياة , ثم علينا أن لانحتقر الأمور الصغيرة . حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لاتحقرن من المعروف شيئاً , ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) قيل في تفسير بوجه طلق : أي : متهلل بالبشر والإبتسام .
وفي ختام مقالي هذا أقول أن أشد الناس حاجة إلى الإبتسامة هم أولئك الذين لا يبتسمون , لذلك لو أردت ورغبت أن يحبك الناس فابتسم ! وهناك طرق أخرى لتكسب محبة الناس ولاأقول الإبتسامة فقط , بل هناك الكثير كما أسلفت في ثنايا مقالي مثل تحية الإسلام والمصافحة وايضاً سأتحدث عن البقية من الطرق الأخرى لمحبة الناس لك مثل : أن تذكر أحب الأسماء أو الكنية المحببة للشخص الآخر والإستماع والإصغاء لحديثه دوت مقاطعة والهدايا والشهور بأهمية الشخص المتحدث ... وغيرها .