الإيدز .. بالوقاية نوقف إنتشاره

توقفت طويلاً أمام إستطلاع في جريدة محلية يذكر فيها إحصائيات الأمراض المنتشرة في اليمن , وذكر ان اليمن هي الأعلى بين الدول العربية في تسجيل الأرقام القياسية للأمراض .
من ضمن الأمراض التي ذكرت في هذا الإستطلاع مرض الإيدز ففي مطلع يناير الفائت ذكر مدير المركز الوطني لمكافحة الإيدز أن المركز رصد 2229 حالة إصابة بالإيدز في اليمن منها 55% من فئة الذكور و45 % من فئة الإناث . 40 % من المصابين أجانب و60 % من اليمنيين . وقالت إحصائية غير رسمية أن هناك 20.000 حالة إصابة بالإيدز في اليمن واستندت إلى معيار منظمة الصحة العالمية في تحديد حجم الإصابة بهذا المرض حيث ترى أن وراء كل حالة معلنه 10 حالات لم يبلغ عنها وتبقى طي الكتمان .
وما دفعني لكتابة هذا المقال هو ذلك الإستطلاع والأرقام القياسية التي ذكرت فيه,
وكذلك من جانب النصح لأمة المسلمين وعامتهم , ونشر الوعي الصحي والثقافة الصحية بين أفراد المجتمع . لذلك أردت من خلال هذه الزاوية الصحية أن أتطرق لبعض هذه الأمراض من ناحية ماهي وأسبابها وكيفية طرق الوقاية منها لتجنبها وهذا هو المهم .
أول هذه الأمراض التي سأتحدث عنها هو مرض الإيدز ماهو وما أسبابه وماهي الطرق التي تتنقل بها العدوى لتجنبها وماهي الطرق التي لا تنتقل بها العدوى لإستبعاد المعلومات الخاطئة التي تسبب هلعاً ليس له مبرر .
الإيدز هو مرض يسببه فيروس العوز المناعي البشري ( HIV ) ويسمى باللغة العربية ( متلازمة العوز المناعي المكتسب ) وكلمة متلازمة تعني : مجموعة الأعراض والعلامات التي تصاحب وجود مرض ما , والعوز المناعي يعني : إنهيار الجهاز المناعي عن اداء وظائفه الحيوية , والمكتسب يعني : أن العوز المناعي ليس موروثاً ولكنه نجم عن عدوى لم تكن موجوده من قبل .
إذن سبب هذا المرض هو هذا الفيروس الخطير الذي يقوم بتدمير الجهاز المناعي ( كرات الدم البيضاء ) عند دخوله جسم الإنسان مما يتسبب في ضعف مقاومة الجسم لكافة الأمراض .
وبعد أن تعرفنا عن إحصائيات هذا المرض في بلدنا والتعريف عنه , عليك أخي القاريء أن تعرف كيف ينتقل الفيروس ويدخل إلى جسمك ويصيبك , وماهي السلوكيات التي تعرّض من يمارسها للخطر , وعليك ومن واجبك بعد أن تعرف هذه الطرق ان تتحدث عن هذا المرض إن كنت والداً أو اماً بين أفراد أسرتك أو كنت معلماً في مدرسة أو خطيباً في مسجد أو في مجلس بين أصدقائك أن تعرّف لهم عن كافة الحقائق عن العدوى وعن طرق إنتقال المرض .
في هذه العجالة سأتحدث عن طرق إنتقال عدوى الفيروس ولكن مع ذكر بعض الأمور التي يجب أن نتجنبها قبل الإصابة بهذه المرض .
هناك أربع طرق رئيسية لإنتقال عدوى فيروس الإيدز مع التعليق عن كل طريقة و كيفية تجنبها :
ـ الإتصال الجنسي مع شخص يحمل الفيروس : لذلك يجب علينا الإلتزام بالعفة وتجنب الفاحشة والشذوذ في العلاقات الجنسية وعدم ممارسة الجنس خارج إطار الحياة الزوجية .
ـ نقل الدم المحمل بالفيروس أو مشتقاته أو زراعة الأعضاء : لذلك يجب عدم نقل دم أو مشتقاته إلا في حالات الضرورة القصوى وعمل فحوصات مخبرية للدم ومشتقاته والتاكد من خلوه من فيروس الإيدز قبل نقله للمريض .
ـ العدوى عن طريق الأدوات الجراحية وغيرها من الأدوات الحادة غير المعقمة : لذلك يجب إستخدام الإبر والحقن البلاستيكية المعقمة لمرة واحدة ثم رميها , تجنب إستخدام أدوات قابلة للتلوث بسوائل الجسم تخص شخصاً آخر مثل ( شفرات الحلاقة وفرشاة الأسنان إذا كانت تستخدم لأكثر من شخص ) والتأكد عند الحلاقة أن الحلاّق يقوم بتعقيم المشرط وإستبدال موس الحلاقة بجديد عندما يقوم بحلاقتك , كذلك تجنب الأدوات الجراحية المستخدمة مثل ( المستخدمة في الوشم والحجامة وثقب الأذن والختان ) , إجتناب المخدرات بكافة أنواعها .
ـ الطريقة الرابعة التي تنقل الفيروس هي العدوى من الأم للجنيين : لذلك تنصح الأم المصابة بالإيدز الإمتناع عن الحمل حفاظاً على صحتها وخوفاً من نقل العدوى إلى الوليد .
لا ينتقل الإيدز بالطرق التالية :

ـالمصافحة والمعانقة , العطس والسعال , إستعمال أجهزة التلفون , الإتصالات الشخصية في محيط الأسرة والعمل أو في المدارس أو أدوات الأكل والشرب , الملابس المستعملة والمشاركة في أغطية الفراش , كذلك عند زيارة المرضى في المستشفيات .

ـ الحشرات بجميع أنواعها بما في ذلك البعوض لاتنقل العدوى .

ـ إستعمال الحمامات ودورات المياه العامة وحمامات السباحة .
وقبل أن أختم مقالي هذا أذكّر أعزائي القراء بأن مرض الإيدز مرض قاتل وغير قابل للشفاء ولا يوجد له لقاح حتى الآن ونظراً لعدم وجود لقاح فعال أو علاج شافٍ فإن السلاح الفاعل الوحيد ضده هو معرفة كل شيء عنه , لذلك عليك أخي أن تعيد قراءة الطرق التي ينتقل بها المرض والتي تطرقت لها في مقالي هذا والتركيز فيها وأخذها بعين الإعتبار, كما يمكننا القضاء عليه بتلك الطرق و لتكن فرد وأسرة ومجتمع وقرية ودولة خالية من مرض الإيدز . وتذكر أن الوسيلة الوحيدة أخي القاريء لإتقاء عدوك هي أن تعرفه فلا تترك نفسك فريسة للجهل .